عقدت جلسات مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة اليوم، حيث برز منح كتلة "الوفاء للمقاومة" الحكومة الثقة، مقابل حجبها المتوقّع من قبل تكتل "لبنان القوي".
في التفاصيل، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إنه على الحكومة "إلغاء قرار منع هبوط الطائرات الإيرانية تلافياً للانصياع إلى الإملاءات الخارجية الذي يتعارض مع السيادة الوطنية وتفادياً للضرر لمصلحة جمهور كبير من اللبنانيين".
وأشار إلى أنه "لم يتمكن العدو من أن يهزم حزبنا أو يكسر شعبنا الذي التقيتموه الأحد في المدينة الرياضية الذي أتى ليؤكد أنه على العهد مع خياره المقاوم. وإن أصابنا العدو بمواجع عدة، فإننا نتعافى بسرعة باستثناء وجع واحد يبقى يلازمنا وهو شهادة اميننا العام السيد حسن نصرالله وكل شهدائنا".
وأضاف أنه "لنتدارس معاً بجدية خيرات التصدي للتهديدات والمخاطر في اطار استراتيجية امن شامل".
واعتبر أن "عناوين البيان الوزاري جميلة ورد الكثير منها في بيانات سابقة ما يعني أنّ المشكلة ليست في النّوايا بل في منهجية العمل والانقسام الوطنيّ. اقرت الحكومة حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس ومسؤولية الدولة لانهاء الاحتلال على الحكومة ادانتها بقاء احتلال العدو انتهاك سيادتنا. اما في اعادة الاعمار فهذه تتطلب سرعة في الاعداد وتأمين التمويل بروح وطنية".
وأكد أنه "سنتعاون مع الحكومة ومشاركتنا فيها تنطوي على التعبير عن مواقف شعبنا الذي نمثله. جادون في التعاون وثقتنا نمنحها للحكومة".
في المقابل، وخلال الجلسة، قال رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل الذي زار بعد الظهر الضاحية الجنوبية مقدما التعازي بالسيد حسن نصرالله: "دولة الرئيس سلام، لم تحترم الاتفاق المسبق الذي عقدته معي ليلة تسميتك، وخاصةً ما يتعلّق بعدم قيام حكومة تكنوقراط بل أخصائيين معيّنين من القوى النيابية بموافقتك، وبتوزيع الحصص المسيحية بالعدالة على أساس 3 مجموعات".
وأضاف: "نحن منحناك ثقتنا عندما سمّيناك، ولولاها لما كنت اليوم رئيساً للحكومة، ونحن ننزع عنك هذه الثقة اليوم لأنّك لا تستأهلها. وإذا كنت راغباً في أن تستعيدها، أو مش فارقة معك لأنّك مدعوم كفاية، نحنا حاضرين نعيدها من خلال أعمالك".
وأشار باسيل إلى أننا "اليوم المعارضة الإيجابية لحكومتك، آملين أن لا نتحوّل إلى معارضة شاملة شرسة لأننا نريد لحكومتك النجاح، لأننا نريد الخير لبلدنا".
وأفاد بأنه "عندما يطلب منا التنازل عن الحقوق لنوصف بالإيجابيين، فالإيجابية عندها تصبح قناعاً للضعف، والحقوق لا توهب لمن يساوم عليها بل لمن يقاتل من أجلها. نحنا سنثبّت إيجابيّتنا بالمعارضة الإيجابية. لا ثقة".
من جهته، أكد النائب ميشال المر أنه سيمنح الثقة للحكومة إيماناً منه بوجود فرصة ثمينة أمامها لتحقيق آمال اللبنانيين وتطلعاتهم في إعادة بناء الدولة وتحقيق الإصلاحات وضمان حقوق المودعين وتطبيق اتفاق الطائف والتزام أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وتأمين الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي تماشياً مع خطاب القسم.
وأوضح النائب المر أنه لم يفوض أحداً التحدث باسمه أو التعبير عن موقفه، وأنه يتمنى النجاح الكامل للعهد والحكومة في انطلاقتها لما فيه خير لبنان واللبنانيين.
في سياقٍ آخر، زار رئيس الجمهورية جوزاف عون، مقر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في بيروت، وكان في استقباله رئيس الهيئة كلود كرم واعضاء الهيئة.
وسلّم الرئيس عون القاضي كرم تصريح الذمة المالية عنه وعن زوجته اللبنانية الاولى نعمت عون، وذلك استناداً إلى قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الرقم 175/2020. ورافقه في زيارته المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.
ووقع الرئيس عون على مستند التصريح وجدد امام رئيس الهيئة والأعضاء دعوته إلى التشدد في التدقيق ومكافحة الفساد. وأكّد أنّ "لا احد فوق القانون بدءاً من رئيس الجمهورية".
ميدانياً، أغار العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية السورية في جرود الشعرة عند السلسلة الشرقية، ما أدّى الى استشهاد شخصين وجرح اثنين آخرين.
وفي ملف الانتخابات، أكّد وزير الداخلية أحمد الحجار أن "الوزارة ملتزمة بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وهذا الموقف ثابت وأكيد ونعقد اجتماعات لمتابعة التحضيرات"، مشيراً إلى أن "الوضع الأمني يتحسّن يوماً بعد يوم، وملتزمون ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها والقوى الأمنية جاهزة ووزارة الداخلية تؤمّن الاستقرار والأمن لكلّ المواطنين".
في سوريا، انتهى مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي استمر يومين في دمشق، ببيان ختامي أكد وحدة الأراضي السورية ورفض تقسيمها وحصر السلاح بيد الدولة، إضافةً إلى ترسيخ مبدأ المواطنة والتعايش السلمي بين السوريين.
بالإضافة إلى "الحفاظ على وحدة سوريا، وسيادتها على كامل أراضيها ورفض أي شكل من أشكال التجزئة والتقسيم، أو التنازل عن أي جزء من أرض الوطن".
إقليمياً، رأى رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي برنياع أن عملية البيجر شكلت "نقطة تحول" في الحرب مع حزب الله، مشيراً إلى أن العملية "حطمت معنوياته".
من جهته، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في أراضي جنوب سوريا في المستقبل المنظور.
وأضاف في كلمة ألقاها أمام مجموعة الضغط الأميركية "إيباك"، أنه "وجهنا ضربات قوية لإيران وهدفنا الرئيس هو ألا تتمكن من حيازة سلاح نووي"، مشدداً على أن "النصر في متناول أيدينا وسنحقق جميع أهدافنا".
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه "قبل عام قلت إننا سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما نقوم به بالفعل"، مؤكداً أنه يدعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "السماح بحرية الاختيار في المغادرة وإنشاء غزة جديدة".
دولياً، أكدت روسيا أن هناك آفاق واسعة للتعاون مع الولايات المتحدة في الأراضي التي سيطرت عليها روسيا من أوكرانيا، وكذلك فيما يتعلق بالمعادن النادرة الاستراتيجية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة تلفزيونية: "نحن مستعدّون لجذب شركاء أجانب إلى أراضينا الجديدة التي أعيدت إلى روسيا. هناك بعض التحفّظات. نحن مستعدّون للعمل مع شركائنا، بمن فيهم الأميركيون، في المناطق الجديدة".
وأضاف خلال المقابلة بعد استدعاء حكومته لاجتماع بشأن موارد البلاد من المعادن النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية، أن "روسيا رائدة في العالم من حيث الاحتياطات، وتملك احتياطات أكبر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا ويجب أن تستغلها أكثر".
وتابع: "سنعمل بكل سرور مع أيّ شركاء أجانب وبينهم الأميركيون".